تركيا 24 / خاص
أحمد كايا، صوت يسافر بك في جبال تركيا، يقربك من المظلومين، ويحكي عن آهاتهم، بصوته الرنان وكلماته الرصينة المستوحاة من معاناة الإنسان.
من أبرز المغنين وكتاب الأغاني الأتراك في القرن العشرين، تعرض للإهانة والرمي بالطماطم لما با برغبته في إطلاق ألبوم بلغته الكردية التي كانت محظورة في الجمهورية قبل مجيء حزب العدالة والتنمية.
في 28 أكتوبر/تشرين الأول 1957، أطلق كايا صرخته الأولة في مدينة ملاطية لعائلة فقيرة، وكان والأصغر بين إخوته الأربعة، فيما ظروف عائلته المالية الصعبة أجبرته على ترك المدرسة بعد المرحلة الأساسية في مدارس ملاطية.
هذه الظروف دفعته للعمل في بيع أشرطة الغناء في طفولته، ثم سائقا لسيارة الأجرة في مدينة إسطنبول، قبل أن يدخل عالم الغناء في الحفلات ويصدر ألبوماته الغنائية.
عشقه للموسيقى أوصله للغناء على المنصة في احتفال لعيد العمال وهو في التاسعة من عمره، ليعلن عن ميلاد فنان في الساحة الفنية التركية.
كما أن حبه للغناء الوطني دفعه إلى التنقل بين محافظات تركيا المختلفة مع أصدقائه في حفلات تدعو لرفض انقلاب 1970.
كان كايا يعتز بعرقه الكردي، ما أزعج حفيظة المناهضين للأكراد في مهرجان فني في 10 فبراير/شباط 1999، حين أعلن نيته الغناء بلغته الأم (الكردية) فهاجمه الحاضرون للمهرجان، واعتقلته الشرطة لمدة 6 أشهر بتهمة الدعوة للعنصرية.
وفي يونيو/حزيران عام 1999، اضطرت السلطات التركية إلى السماح له بالسفر إلى فرنسا لإحياء حفل على أن يرجع بعد ذلك مباشرة إلى تركيا، لكنه بقي في فرنسا حتى نهاية حياته.
أول ألبوم غنائي لكايا أهداه إلى أمه وكان بعنوان “بكاء الطفل” عام 1985، وبعدها نال عدة جوائز أهمها جائزة مؤسسة الصحافة التركية عام 1985، وجائزة موسيقار العام من تلفزيون “شو” التركي عام 1999.
“كلمات الفجر” و”الديمقراطية المتعبة”، و”أنا أحدد”، و”الورد المتفائل” و”جدار الحب”، و”رأسي في ورطة”، و”ممنوع اللمس”، و”الجبال”، و”وميض النجوم”، و”ضد أصدقاء العدو”، وغيرها من الألبومات التي أصدرها الفنان التركي، لازالت بصمة راسخة في المشهد الفني في الجمهورية.
وبعد وفاته، صدرت عدة أغنيات ألفها في حياته، ومنها “وداعا عيوني”، و”ابك قليلا”، و”سأبقى على حالي” و”ألف عام عمر عيوني”.
في 16 نوفمبر/تشرين الثاني 2000، توفي كايا إثر نوبة قلبية في فرنسا، ودفن في مقبرة العظماء بباريس، بعيدا عن وطنه.